CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

ضباب التقاليد



"........ والعلم؟ لقد أصبحنا بمنة التقاليد، لا نذكر العلم إلا ذكرنا المدرسة، والمدرسة إلا ذكرنا العلم. كأن العلم لا يستقر إلا في بطون الكتب والدفاتر، وبياض الأوراق وسواد المحابر، وكأن لا مفاتيح لما أغلق من أسراره سوى ألسنة من حاملي الشهادات المدرسية التي تفنن الناس في تقسيمها وترتيبها وتسميتها تفننا بلغ قمة من العقم والتمويه ليس يبلغها إلا خيال التقاليد العقيم.

فما معنى قولكم بكالوريوس علوم، أو معلم علوم ، او دكتور فلسفة او لاهوت؟
أليس في ذلك كله ما يوهمكم بأن دكتورا في اللاهوت هو أقرب من الله وأعرف به من رجل يجهل الهجاء ولم يسمع في كل حياته بترتوليانوس أو توما الاكويني أو لوثر؟

ما معنى قولكم : هذا رجل متعلم؟
أهو العلم في أن تتلاعب بالأرقام صعودا ونزولا من الواحد إلى ما لا نهاية، وتجهل ان الربوة في الواحد، وان الواحد لا وجود له إلا في خيالك، وأنك انت ذلك الواحد؟
أم هو العلم أن تميز بين المبتدأو الخبر، والفاعل والمفعول به، وتجهل أنك مبتدأ خبره مستتر فيه، وأنك الفاعل والمفعول به في آن واحد؟
أم هو العلم أن تعرف محصولات فورموزا ومدغشقر ولا تعرف محصولات نفسك؟
أم هو العلم ان تلجم الغبار وتمتطيه، وأن يلجمك غضبك ويمتطيك ؟
ام هو العلم أن تعرف أن الأرض تدور حول الشمس، والشمس تدور حول محورها، ولا تعرف حول من انت دائر، ولا المحور الذي تدور عليه أيامك ولياليك.

أيهما احق بالزهرة: (عالم) يشرحها طبقا للتقاليد العلمية فيفوته جمالها وأريجها؟ ام ( جاهل) لا يعرف حتى اسمها، لكنه إذ يمر بها يحمل جمالها في عينيه، وأريجها في قلبه ويمضي في سبيله؟

هي التقاليد المدنية ضخمت المدارس في أبصارالناس حتى حجبت عنهم الغاية التي من أجلها كانت المدارس، وهي تسهيل الوصول إلى غاية الحياة، لا خلق طغمات من الناس التي تتعالى بعصها فوق بعض، وقد يكون أعلاها في نظر الناس أسفلها في نظر الله. وأخفها في ميزان التقاليد أرجحها في ميزان الحق.
وهي التقاليد المدرسية - ما بين امتحانات وشهادات وحفلات- تورمت في عين الطالب إلى حد أن أضحى اجتيازه للامتحانات المدرسية أهم في نظره من اجتيازه امتحانات الحياة.

وشهادة معلمه أثمن من شهادة ربه. فهو يتدثر قلبه بالخزي، ويتمرغ فكره في غبار الانخذال إذا ما سأله الفاحص عن طول نهر الكنج فلم يحسن الجواب، وهو يتيه عجبا إذا ما سألته الحياة عن قدر محبته لقريبه فكان جوابه مكيدة ينصبها لقريبه فتنجح. وما همه من الحياة وامتحاناتها؟ وما همه من جاره أحبه ام أبغضه، وليس في حبه أو بغضه بكالوريا أو أقل من بكالوريا؟ أما نهر الكنج فقد ينال من ورائه لقب دكتور في الفلسفةَ !
يا ويلنا من التقاليد وتعاويذ التقاليد !!

كيف يباهي بقطعة من رق الغزال-او بورقة مفضفضة أو مذهبة- من نشر الله فوق رأسه رّقا بغير قياس ورصعه بالشموس والكواكب والأقمار؟!
كيف ينسى الذي يمشي جذلا إلى شهاداته المدرسية أن الحياة شهدت له بحق المشي على بساط الأرض السحري؟
كيف يسهو عن بال من يطرب لتصفيق الناس ان أجناد السموات والأرض كلها تصفق في كل نبضة من نبضات قلبه العجيب؟
والذي يسكر يوما بشهادة أو لقب تمنحه إياهما جماعة من جماعات الناس كيف يصحو لحظة من سكرة الغبطة العلوية بحصوله على لقب إنسان وشهادة إنسان؟ وفي الإنسان تلتقي سائر الأكوان، وتتلامس أقطاب كل الزمان.

أقول ثانية: يا ويل الناس من التقاليد وتعاويذ التقاليد..

هم ابتدعوها لتكون لهم عونا جميلا فكانت عليهم عبئا ثقيلا.
هم اختلقوها لتكون لحياتهم أجنحة قوية فكانت لهم أصفادا جهنمية. جعلتهم الحياة عنصرا واحدا ففرقتهم التقاليد عناصر
........."




(منقول من مقال للأديب ميخائيل نعيمه)

25 التعليقات:

غير معرف يقول...

Such a nice blog. I hope you will create another post like this.

رئـــــيسـة حزب الأحلام يقول...

سكرة الغبطة العلوية بحصوله على لقب إنسان وشهادة إنسان؟ وفي الإنسان تلتقي
اعجبتنى جدا هذة الجمله جدا اين الشهادة التى تعترف بادميتنا هل سنأخذها ام انها شهادة مؤجلة
ليس هناك شهادة تشهد انى انسان فى بلد تعامل ابناء شعبها على انهم حيوانات بماذا اذن تنفع شهادة الليسانس او مثيلاتها ان كنت .....
تحياتى لكى ولطرحك لهذا المقال الذى اتى على الجرح

(احمد سكر ) يقول...

أيهما احق بالزهرة: (عالم) يشرحها طبقا للتقاليد العلمية فيفوته جمالها وأريجها؟ ام ( جاهل) لا يعرف حتى اسمها، لكنه إذ يمر بها يحمل جمالها في عينيه، وأريجها في قلبه ويمضي في سبيله؟

ياااااااااااه الراجل دا

فكره عالى ااوى

انا عمرى مافكرت كدا ابدا

ممكن اكون زى الجاهل

لانها فعلا بتسيب اثر جميل جوايا

تحياتى اختى الغاليه

فى اختيارك هذا المقال الرائع

احمد

Razi Soliman يقول...

ام هو العلم أن تعرف أن الأرض تدور حول الشمس، والشمس تدور حول محورها، ولا تعرف حول من انت دائر، ولا المحور الذي تدور عليه أيامك ولياليك.
============
أيهما احق بالزهرة: (عالم) يشرحها طبقا للتقاليد العلمية فيفوته جمالها وأريجها؟ ام ( جاهل) لا يعرف حتى اسمها، لكنه إذ يمر بها يحمل جمالها في عينيه، وأريجها في قلبه ويمضي في سبيله؟

============

وشهادة معلمه أثمن من شهادة ربه
============

هذه الكلمات اعجز ان اصفها فكيف سوف اكتبها
اننا ناخذ العلم فى وقتنا هذا ليس من اجل العلم والمعرفة ولكن من اجل التفاخر والتباهى
كم جاهل اخذ من كلامه الحكماء
وكم من جاهل تعلم من افعاله الاطباء
ان الجهل ان نفهم الاشياء من جهة واحدة ونترك الجهة الاخرى فيها
احيك على نشرك هذا المقال واتمنى ان نفهمه ونطبقة من الجهتين

لى اقرب لقاء
رازى

رندا يقول...

ياخبر جاية بتاج لقيت بوست

طيب ياحبى تعالى خدى التاج من عندى
وهاجى اشوف البوست تانى ليا تعليق تانى اكيد
واسفة على التاخير قوى

مع حبى وتقديرى

رندا

Razi Soliman يقول...

تعلمت منك سيدتى ان اصبر حتى القى من احب وان اضحك حتى لو ملئت الدموع عينى
اتمنى من الله ان تجدى دائما الحب فانتى انسانه اتتى من زمن الخيال على ارض كثر فيها الحقد والكره

اقولها بابتسامة عريضة وقلب فاض منه الحب والتافهم والتسامح الذى تعلمته من كل مدونة دخلتها

وداعــــــــــــــــا
رازى

PrInCeSS BeRy يقول...

هاى شهرزاد عاملة اية ومقال حلو جدا احسنتى الاختيار يا شهرزاد تحياتى ليكى

غير معرف يقول...

شهزراد
مقال جميل ومفيد
كالعادة
تقدمين ما هو ممتع ومفيد
تحياتي

mostafa rayan يقول...

فالحل إذا ان نكسر تلك العادات
احييك علي هذا البوست الجميل

المستنصر بالله يقول...

ما شاء الله مقال جميل واسلوب اروع ومدونه اجمل بالتوفيق يارب

drpharma يقول...

احساس عالي ربنا يوفقك

روابط يقول...

أحيى كاتب هذا المقال على سعة رؤيته للحياة والأمور من منظور واسع رحب بعيد عن الضيق الذى نجهد به أنفسنا ونجهد به الناس معنا

من المؤسف أننى ألتقى شباب ورجال بل وسيدات حصلوا على أرفع الشهادات الجامعية الا أنهم -حرفيا- أجهل من دابة

تحياتى يا شهزاد

الربان يقول...

تحياتي

انسان...ما اجملها من كلمة...اعزنا الله بها...و لكن ما اغبي من اهدروا المعني
الجميل لها....داسوا باقدامهم الانسانية
لاجل دنيا فانيه...

التقاليد هي الطوق او الاسورة التي تكبلنا...صحيح منها السليم لكن ايضا
يوجد منها ما هو غير ذلك...و هذا الاخطر علينا.

تحياتي و تقديري

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. يقول...

أيهما احق بالزهرة: (عالم) يشرحها طبقا للتقاليد العلمية فيفوته جمالها وأريجها؟ ام ( جاهل) لا يعرف حتى اسمها، لكنه إذ يمر بها يحمل جمالها في عينيه، وأريجها في قلبه ويمضي في سبيله؟

--------------------------

جاهل بالطبع...احق بها الف مرة...عارفة المقال دة دخلنى فى حالة جميلة بجد...

نقلك مميز بجد يا شهرذاد

جميل اوى فكر الراجل دة

عدنان أحمد يقول...

السلام عليكم
انتي غبتي علينا كثير
لكن رجعتي ببوست راااااااااااااائع
احييكي عليه جدا

" وتجهل أنك مبتدأ خبره مستتر فيه "

يا سلااااااااااااام
مش هتكلم

تحياتي
عدنان

Unknown يقول...

كثيرا من العادات والتقاليد هى سجن بلا سجان

بوست جميل واختيار جيد للمقال

تقبلى تحياتى

مدحت محمد يقول...

المقال صراجة كله حكم

وانا اؤمن بكل كلمة فيه


تحياتى لحضرتك

شهرزاد يقول...

سلوى
تحياتي لكي
جميلة كلماتك..
وفي بعض البلاد يحترمون الحيوان
أكثر من الآدميين.. للأسف

..................

أحمد سكر
شكرا لتعقيبك
لا اعتقد انه يقصد أنه جاهل
بالمعنى الحرفي للكلمة
ولكنه عرفها بقلبه
قبل أن يعرفها بعقله
فتعامل معها بعواطفه قبل عقله
تحياتي لك

................

الهواري
شكرا لتعقيبك
وكلامك جميل وصحيح في كثير من الأحيان
فكم من صبي صغير نطق بحكمة
لا ينطق بها الكبار

................

رندا الجميلة
ما تبقيش تتأخري علينا يا قمر
اشتقنا لتعليقاتك الجميلة
وشكرا على التاج

مع حبي واشواقي

..................

بيري
أهلا بك نورتي
وشكرا على كلماتك الجميلة

تحياتي

شهرزاد يقول...

بهاء
أهلا بك
أسعدني ردك جدا
وشكرا لك
..............

مصطفى
منورني دائما.. تحياتي

...............

المستنصر بالله
أهلا بك .. وبزيارتك الأولى
تشرفنا.. وشكرا على مرورك
وعلى مجاملتك اللطيفة

................

drpharma
أهلا.. أهلا نورت المدونة
وشكرا لمرورك

..................

حازم
أهلا بك.. وشكرا للزيارة
كلامك جميل جدا
وللأسف أصبحت قيمة الإنسان
تعادل قيمة شهادته العلمية
وقد يكون في الحقيقة لا يعرف
في هذه الحياة شيئا..
وقد تكون رؤيته للاشياء محدودة ومحصورة في ما تعلم..
تحياتي لك
.................

الربان
كلمة الإنسان في هذا الزمان
لا تعادل شيئا
ولقد أصبحت الأشياء المادية
هي التي تطغى على واقعنا

تحياتي وشكرا لمرورك

شهرزاد

شهرزاد يقول...

الغزالي
أهلا بك.. نورت
واسعدني جدا ان المقال قد أعجبك
ونرجو أن نظل عند حسن الظن

تحياتي واحترامي
وأرجو ان نبقى على تواصل
.................

أسير حبيبتي
أهلا بزيارتك
منورنا دائما
وشكرا لكلماتك الجميلة

................

هيثم
شكرا لتعقيبك ولمرورك
وتحياتي لك



مدحت محمد
أهلا بك وشكرا لزيارتك الاولى
اتمنى أن تزورني دائما
واسمع آراءك دائمااااااا

شكرا لك

تحياتي لكم جميعا
شهرزاد

حـــــدوتـــــة يقول...

السلام عليكم
دى اول زيارة ليا وإنشاء الله مش الاخيرة
مدونتك جميلة جدا
والبوست ده من اجمل ما قرأت الفترة الاخيرة
فعلا بوست بيخلى الواحد يفكر
قال رسول الله (صلى)

اللهم انى اعوز بك من علم لا ينفع

وده يخلينا نحس ان العلم ممكن يبقى ضرر على صاحبة
احييك مرة اخرى على البوست

سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام

Mohamed Hesham Safa يقول...

"أيهما احق بالزهرة: (عالم) يشرحها طبقا للتقاليد العلمية فيفوته جمالها وأريجها؟ ام ( جاهل) لا يعرف حتى اسمها، لكنه إذ يمر بها يحمل جمالها في عينيه، وأريجها في قلبه ويمضي في سبيله؟"

الحتة دي عجبتني جدا جدا ...

..............................

بصي ، لازم الواحد يبقى عارف هو عايش ليه ؟

شهرزاد يقول...

حدوتة
أهلا أهلا
منور المدونة..
واحب أن اسمع تعليقاتك دائما
والعلم الذي نعرف به الغاية من الحياة
ويسهل لنا الوصول للحقيقة
هو العلم النافع

تحياتي

..................

محمد هشام
أهلا بزيارتك الأولى..
أتمنى أن تكررها
وشكرا لمرورك وتعقيبك

تحياتي

Unknown يقول...

أتشرف بزيارتك لمدونتي ولو أنني أطلب هذا الطلب على استحياء لأن هذه المرة الأولى التي أزور المدونة الخاصة بك ولكن أعدك أن تكون من المدونات المفضلة لدي والتي أضعها على صفحة مدونتي في خارطة المدونات التي أزورها
تحيتي وأنتظر الزيارة
مدونتي هناhttp://kanyatklam.blogspot.com/

Maha Shahen يقول...

أيهما احق بالزهرة: (عالم) يشرحها طبقا للتقاليد العلمية فيفوته جمالها وأريجها؟ ام ( جاهل) لا يعرف حتى اسمها، لكنه إذ يمر بها يحمل جمالها في عينيه، وأريجها في قلبه ويمضي في سبيله؟

أكيد طبعا الجاهل اللى هتخطف قلبه بنظره من جمالها ويقول سبحان الله المبدع المصور
لكن العالم فعلا مش هيلفت نظره الا مكونات وتقارير علميه متجاهل انه بتشريح الورده شوه كل شيء جميل فيها
دايما قلمك يجيد التعبير بأفكار جميله
تحياتى